معجزة سولي على نهر هدسون: رحلة رقم 1549

قصص الطيران | أغسطس 17, 2020
banner

الطيارون هم أبطال عالم الطيران، يثق جميع ركاب الطائرة في الطيار ليصل بهم إلى وجهة السفر بسلام. ربما لم يحالف الحظ ركاب الرحلة رقم 1549 في الوصول إلى وجهتهم، ولكنه بالتأكيد حالفهم في الركوب مع طيار مثل سولي يهبط بهم بسلام.

وصف أحد مسئولي المجلس الوطني لسلامة النقل هبوط هذه الطائرة بأنه أنجح عملية هبوط إضطراري في تاريخ الطيران، ولذلك أصبحت هذه الرحلة تعرف باسم معجزة على نهر هدسون.

حتى أنه تم إنتاج فيلم عن هذه القصة بإسم “سولي: معجزة على نهر هدسون”، ويحكي هذا الفيلم قصة الطيار البطل سولي الذي نجح في الهبوط الاضطراري على الماء وإنقاذ حياة جميع الركاب.

دعنا نلقي نظرة سريعة على الرحلة رقم 1549 لنعرف ما حدث.

الرحلة: كاكتوس 1549

الرحلة: كاكتوس 1549

كان من المقرر قيام الرحلة رقم 1549 التابعة لخطوط طيران يو إس إيروايز في في 15 يناير 2009 من مطار لاغوارديا في نيويورك إلى مطار تشارلوت دوغلاس في شمال كارولينا.

الطائرة المستخدمة في هذه الرحلة ايرباص A320-214 ذات محركين. وطول الرحلة من نيويورك إلى كارولينا ساعتين.

كان هناك 150 راكباً على متن الطائرة، بالإضافة إلى أفراد الطاقم الخمس، ومن ضمنهم كابتن طيار تشيلسي سالنبرجر (سولي)، وهو طيار مخضرم يمتلك خبرة 20,000 ساعة طيران، ومساعد الطيار جيف سكايلز، وكان جيف وقتها أتم تدريبه على قيادة الطائرة ايرباص A320 حديثاً.

الحادثة: هجوم الطيور

الحادثة: هجوم الطيور

تم منح الإذن للطائرة بالإقلاع من مدرج طيران رقم 4 في مطار لاجوارديا الساعة 3:24:56 مساءً، وقد خاطب الطاقم غرفة المراقبة الجوية الساعة 3:25:51 وأفاد التقرير أن الطائرة على ارتفاع 700 قدم ومستمرة في الإرتفاع، وقد كان جيف سكايلز يقود الطائرة في ذلك الوقت.

الساعة 3:27:11 اصطدمت الطائرة بسرب من الأوز الكندي على إرتفاع 2,818 قدم، على بعد 7.2 كيلومتر شمال غرب لاجوارديا. أعاقت الطيور الضخمة رؤية الطيار.

شفطت المحركات العملاقة الطيور التي كانت تطير بسرعة 50 ميل في الساعة على الفور، مما دفع بالمحركات إلى الإشتعال والتوقف عن العمل على الفور.

أفاد تقرير الطاقم والركاب أنهم قد سمعوا صوت إرتطام و شاهدوا لهب يخرج من المحركين قبل أن تصمت تماماً ويشموا رائحة وقود يحترق.

البحث عن مدرج: المحاولة والخطأ

البحث عن مدرج: المحاولة والخطأ

عندما توقفت المحركات عن العمل، تولى سولي القيادة بينما تولى سكايلز محاولة تشغيل المحركين. أبطأت سرعة الطائرة ولكنها استمرت في الارتفاع لمدة 19 ثانية، لتصل إلى إرتفاع 3,060 قدم بسرعة 185 عقدة، قبل أن تبدأ في الهبوط المتسارع لتصل إلى سرعة 210 عقدة.

أرسل سولي إشارة إستغاثة إلى غرفة المراقبة والتحكم الساعة 3:27:33: “هنا كاكتوس 1549، لقد اصطدمنا بطيور و فقدنا الدفع في المحركين، سوف نعود إلى لاجوارديا.”

أرسل مراقب الحركة الجوية باتريك هارتن إلى مطار لاجوارديا يطلب من البرج إخلاء المدرجات، وأجاب سولي بمنحه الإذن بالهبوط في مدرج رقم 13.

أجاب سولي:”لا أستطيع”، ثم سأل عن إمكانية الهبوط في نيوجيرسي في مطار تيتيربورو.

تم إعطاء الإذن بالهبوط في مدرج رقم 1 في مطار تيتيربورو، ولكن سولي وجد أن هذا الحل مستحيل التطبيق فأجاب: “لا نستطيع، سوف نهبط في نهر هدسون.”، ثم خاطب طاقم الطائرة والركاب قائلاً: “استعدوا للإصطدام”.

وفي ذلك الوقت طلب مراقب الحركة الجوية من حرس الشاطئ تحذير السفن وتجهيزها للمساعدة في الإنقاذ.

المعجزة: هبوط إضطراري ناجح

المعجزة: هبوط إضطراري ناجح

بدأ سولي في الطيران الشراعي بدون محركات نحو نهر هدسون، العائق الرئيسي الوحيد في طريقه كان جسر جورج واشنطن والذي نجح في تفاديه بإرتفاع 900 قدم.

الساعة3:31 هبطت الطائرة هبوط إضطراري بدون محركات دفع وهي تندفع بسرعة تبلغ 125 عقدة  في اتجاه الجزء الشمالي من نهر هدسون.

قارن طاقم الطائرة آنذاك هذا الهبوط الإضطراري الغير عادي بهبوط الطائرة ذو الصعوبة المعتادة، صدمة واحدة بلا أي قفزات تالية.

 

الإخلاء: الجميع مهم

الإخلاء: الجميع مهم

أعطى سولي الأمر بإخلاء الطائرة، وبدأ الطاقم على الفور في إخلاء الركاب عبر أبواب الطوارئ الأربعة على أجنحة الطائرة، وبدأت الطائرة تمتلئ بالماء ببطء.

وصلت مركب الإنقاذ الأولى بعد أربع دقائق فقط وبدأت في نقل الركاب على الفور. وقام كابتن طيار سالينبرجر بتفقد الطائرة التي بدأت في الغرق بالفعل مرتين ليتأكد من إخلاء جميع الركاب قبل مغادرة الطائرة.

في أعقاب ذلك: هل كان كل هذا ضروريًا حقًا؟

ظهرت عدة آراء بعد الحادث مفادها أن التخلي عن الطائرة ربما كان لا مبرر له ، وأن الهبوط في المطار كان خيارًا ممكنًا.

أجرى مركز تدريب إيرباص أوروبا في تولوز عمليات محاكاة أظهرت احتمالية إعادة الطائرة بسلام إلى مطار لاغوارديا، ولكن ذلك لم يكن لينجح إلا إذا بدأت الرحلة رقم 1549 في العودة إلى المطار على الفور بعد اصطدام الطيور.

ومع ذلك ، لم تأخذ مثل هذه المحاكاة في الاعتبار الوقت اللازم للطيارين لفهم وتقييم الموقف قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة. هذا الخيار يخاطر أيضًا باحتمالية سقوط الطائرة داخل منطقة مكتظة بالسكان.

لمعرفة المزيد عن الهبوط الإضطراري انظر أيضًا:

5 مرات أنقذ بها الهبوط الاضطراري حياة الجميع


المزيد عن